كاتب هذه الرواية أديب مبدع، بإحساس مرهف، لا ينفكُّ يتأمل في واقع الحياة وتناقضاتها، فنسج خياله الشاعري هذه الرواية، التي وإن كانت من نسج الخيال فهي تنطبق على واقع الحياة، تجد فيها «سكان وادي القمر» ينتظرون في عصر النزول على القمر، مع اكتمال كل بدر، ابن السماء، ليقدِّموا إليه أجمل صبيَّة في الوادي، وترى سلوك المتحكِّمين في الوادي، والمتمرِّدين عليهم، وجرائم العشق والغرام والحفاظ على السلطة.
هذا إلى جانب الحياة في العالم المتقدم، وفي العالم الثالث، مع ما فيهما من فساد وقيم وطرائق مختلفة عما في الوادي للحفاظ على السلطة، أو لجني المال، وحتى في المشاعر الإنسانية من حبٍّ وزواج وعواطف أُسريَّة.
إن القارئ يسبح مع الراوي في الخيال حتى يظن نفسه يرى مسرحية؛ لا يقرأ رواية، لعذوبة الأسلوب ورقَّته مع بساطة لا تخلو من أدب رفيع.