هذا كتاب قلَّ نظيره في فوائده، ومتعة قارئه، وأما مؤلفه (ابن قيِّم الجوزيَّة) فشهرته طبَّقت الآفاق. ويكفي أن نعلم أن بروكلمان أحصى له مئة وستة كتب في مختلف علوم المعرفة في زمانه (691-751هـ/1292-1350م).
والكتاب الذي نحن بصدده من أجملها، لأنه خواطر في موضوعات مختلفة، فربما فسَّر آية، أو شرح حديثاً، أو ذكر نكتة لغوية، أو طرفة جميلة، أو موقفاً لزاهد متعبد، أو فائدة في موضوع معيَّن... فلا يملُّ قارئه، ويحب أن يرجع إليه ليستزيد منه كل يوم فائدة.
وهذه الطبعة تمتاز عن غيرها من الطبعات بجمال حرفها، وتشكيل غريب كلماتها، وكتابة آياتها بحرف المصحف، وتبويبها، وتزويدها بفهارس علمية للآيات الكريمة، والأحاديث الشريفة، والأعلام، والأماكن والأشعار، والموضوعات، ما يجعلها طبعة ترضي أذواق القراء على اختلافها، وتحبّبهم بالكتاب.