بلاد الشّام وحدة طبيعية وإداريَّة منذ الفتح الاسلامي، وربما قبله. هكذا أرادها الله، وخالف ارادته من قسّمها دولاً، أو دويلات، ما جعلها لا تعرف الاستقرار منذ تقسيمها حتى الآن، ولن تستقر حتى تعود اليها وحدتها وتستعيد منعتها، فيصعب على أعدائها التلاعب بمقدّراتها. ونظراً لواقع حال أجزائها فقد تناول المؤلف تاريخها تحت عناوين متفرّقة بحسب تقسيماتها السياسية الحالية: سورية، ولبنان، والأردن، وفلسطين. وخصّ كلا منها بفصل، وتطرّق الى العلاقات القائمة بينها، قبل تقسيمها وبعده، وذلك بايجار غير مخلّ بالمضمون، يُغني الطالب عن كثير من المؤلفات التي يحتاجها، ويزوّد المثقّف بالمعلومات التاريخية التي يجدر به معرفتها. والمؤلف استاذ جامعي، ومؤرخ غير منحاز، رشيق العبارة، حسن الأسلوب، له عشرات المؤلفات في التاريخ الاسلامي والعثماني والعربي. وهذا الكتاب درّة ثمينة تضاف الى عقد مؤلفاته، التي نشرتها دار النفائس في بيروت، خلال أكثر من عشر سنين.