يدور على ألسنة الناس كثير من الأحاديث، فيها ما ليس من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعضها من وضع ذوي النوايا الحسنة للترغيب بالأعمال الصالحة، وأحياناً حِكَمٌ وما شابهها، ولا تخلو أيضاً من أقوال وضعها ذوو نيات سيئة. وقد تنبّه بعض علماء الأمة إلى ذلك وخطورته، ومنهم الحافظ السخاوي، فوضع كتاباً بعنوان "المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث الدائرة على الألسنة" ونظراً لأهمية ذلك الكتاب فقد ارتأى "ابن الديبع الشيباني" تهذيبه ومراجعته وتيسيره للناس. وقد اختار أكثر من ألف وسبعمئة حديث تدور على ألسنة الناس، وبيَّن الحكم عليها إن كانت من كلام رسول الله أو من كلام صحابته، وأشار إلى ما ليس بحديث أصلاً، متجنباً التطويل المملّ أو الاختصار المخلّ. وقد حقق الكتاب الأستاذ الدكتور المحقق محمد عبد الرحمن المرعشلي، معتمداً بشكل رئيس على مخطوطة بقلم المؤلف، وضمَّن مقدمته بعد التعريف بالمؤلف وبالكتاب: معنى الأحاديث المشتهرة، ومختصراً لمصطلحات الحديث، وقام بترقيم أحاديث الكتاب، وشرح مفرداته المبهمة، وبيَّن درجة كل حديث، وخرَّجه من أمهات كتب الحديث المختلفة، وزوَّده بفهارس علمية مفيدة. وسيدرك القارئ أهمية هذا العمل بعد الاطلاع عليه، فهو يصحح مفاهيم كثيرة، وينقّي أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أدخل عليها، والتبس على الناس، والرسول بريء منها.